كم يلزمني
لأستعير من صقر صحرائك
جناحين
وأحلق بهما في سماء حبك ،
في علياء واحاتك ،
لأسمو بجانبك
شاهق الحب
شامخ الصبابة
كنخلك
كزرعك
كضرع ناقاتك ،
كلذة التمر والبلح
في ثغرك البسام،
كوقع الفرس أمام سرادقك ،
كحفيف الوشاح
على خديك ،
كدبيب الرمل
وميول السعف
على وقع مسامعك
غداة الشروق.
***
كم يلزمني
لأتجرد منيّ ،
لأختزل العمر منيّ
وأتحرر منيّ
ومن قيود
وأصفاد
لأعانق واحاتك
لحظة..
ساعة..
بضع ساعات..
أو
قد يكون في ذلك عمرا..
وأنصهر
في بيدائك ،
وأذوب
في حرارة رمالك الذهبية
المخمورة بحبك ،
أطول مدة ممكنة،
ثم أأوب
من حيث أتيت
لأغلال ذهبية
وأطواق بلورية
وقضبان ماسية ،
حيث المفاتيح
بمعصم
ذات القطوف الدانيه
***
ولأستمتع بهواء فلاتك
كم يلزمني
من موج !
ومن بوصلة !
ومن اسطرلاب !
ومن خريطة طريق،
كي أعبر
من قفر
لقفر،
وأسبح
من بحر
لبحر،
وأغوص في أعماقك الجارفة
والمحيطات
لأصل إلى شاطئ حبك الجميل.
***
ولأجهز قافلة هذا الحب
المحفوف بالسفر،
كم يلزمني سيدتي
من فرس
وحرس
وعسس ،
كم يلزمني من زاد
ومؤونة
ومشاة
وأذرع
وقلنسوات
وعتاد،
كي أزيح
عن طريقي
جحافل العيون
الوقحة
والآذان المتلصصة
والأنوف الحشرية
التي تتغذى بالشقاق
والنفاق
وتقطع السبيل
على
كل ماهو جميل.
***
كم يلزمني لأصنع لك
من قصب السكر
شبابة
تعزف لك
سيدتي
أنغامك المفضلة
ولحنك المشتهى
غداة الغروب،
وعذارى
يراقصنك،
ونوارس
يحملن
على جنبات
هودجك الشموع.
***
كم يلزمني
لأعانق شواطئ حبك
وأرتمي في أحضان رمال حبك
وأنعم بدفئك
أيتها الوردة الفواحة
في أقصى واحة.
***
فمن معبد إلهامي
من مرفإ
أحلامي
من ثنيات أوهامي
من ضلالي ورشدي
من موقع كياني
روحي
دوما ترفرف
إليك
غذاة
الإلهام
ورواح
الوجدان،
تجاريك القول
والسمع،
تبادلك
النزف الدامي
والأرق المتنامي
والسهر الجميل ،
تراود كنهك
وردة
تعانق أريجها ،
روحان يتساميان
يلتئمان
ساعة الذروة ،
وعطرا يضمخ عبيره
في سمائك
صحرائي
يا من لك حب
بحجم الوطن...
أرأيت
حبيبتي
أنك
أنت الوطن .
الأحد أكتوبر 11, 2009 8:08 am